منذ طفولتي و” هم ” عبثا يحاولون إقناعي بأن عصفورا في اليد خير من عشرة على الشجرة !.. ولم أصدق تلك الأكذوبة أبداً !.. جلدوني بسياط الغضب الإجتماعي ,وعلقوني على شجرة التشهير ,وقالوا أنني ساحرة من رعايا الشيطان ,وأنني مسكونة بالشر الغامض كعرافات دلفي ,وأنني لست طيبة كبقية الصغار الذين صدقوا أن عصفوراً في اليد خير من عشرةٍ على الشجرة !.. وأراحوا واستراحوا. وكيف أ
صدق أيها الغريب أن عصفوراً في اليد خيرٌ من عشرة على الشجرة ,وأنا أعرف أن العصفور في اليد هو امتلاك لحفنة رماد ,والعصفور على الشجرة نجمة, فراشة ,حلم بلا نهاية.
العصفور على الشجرة هو دعوة إلى مدن الدهشة والمفأجاة ,ونداء للسباحة تحت شلال الجنون المضيء ,والعصفور في اليد قيلولة في مستنقع الرتابة ,وإقامة في مدينة المقبرة ,وحوار رتيب كالشخير !... لا تصدقوا أيها العشاق الصغار الذين لم تتشوهوا بعد .. لا تصدقوا أن عصفوراً في اليد خير من عشرة على الشجرة !.. بملء حنجرة أعماقي أقول لكم : عصفور على الشجرة خير من عشرة في اليد ,فالعصفور على الشجرة هو البداية .. هو دعوة للركض على قوس قزح ,وانطلاقة فوق فرس بري إلى عوالم حقيقة الذات ,والعصفور في اليد هو كلمة ” الخاتمة “ .. هو قفل في باب الخيال ,والهواجس ,وتعايش مع قبيلة السلحفاة والنملة ,وقالب معدٍ سلفاً لسجن كل ما هو نبيل وفريد فينا !..
من قال أن ريشة في مهب الرياح ليست خيرا من حصاة مستقرة في قاع نهر راكد ؟!...
لــ غادة السمان
0 التعليقات:
إرسال تعليق